افتتحت مؤسسة الإمام الحسين ليلتها الثانية بوقفة لدوحة القرآن لتبيان أسرار الآيات القرآنية التي رافقت سيد الشهداء في مسيره من المدينة حتى لحظة استشهاده.
وأكدت الفاضلة أحلام الحجاج أن الالتزام بالقرآن الكريم هو مايربطنا بأهل البيت عليهم السلام، متطرقة في حديثها لجملة من الآيات التي تلاها الإمام الحسين لإيصال الرسالة التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وآله في أن القرآن والعترة لايفترقان.
وشددت على ضرورة تدبر القرآن وتأمله، والمداومة على تلاوته لئلا نكون من القوم الذين اتخذوا القرآن مهجورا.
وأوضحت أن سبب اختيار هذه الآيات تحديداً ماهو إلا لتوصيف الموقف الذي يعيشه الإمام الحسين عليه السلام، مبتدئة بتلاوته للآية " فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين" وهو يهم بالخروج من المدينة ليبين أن خروجه أشبه بخروج نبي الله موسى حينما أتى له أحد مؤمني آل فرعون لإخباره أن هناك من يرغب بقتله، فخوف الحسين هنا ليس خوفاً على أهله أو نفسه، وإنما خوفه أن يقتل قبل تبليغ رسالة رسول الله.
فيما تطرقت الحجاج للآية الثانية التي تلاها عند دخوله مكة " ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل" وذلك لأنه خرج يطلب من الله الهداية، وأن يستدل على طريق الحق، وأن يكون له أنصار فيما عزم عليه، فحينما وجد أنصاره تولد الغيض في قلوب أعداءه حقداً وحسداً فأرادوا أن يثنوه عن طريقه بقولهم أن خروجه لتفريق أمة جدك فتلا قوله تعالى " وأنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون" ، مبينة أن الاقتداء برسول الله يقتضي البراءة من أعداء الإسلام وذلك لم يثني الإمام الحسين بل خرج بكل ثقة ووقف مع أصحابه لتبيان طريق الحق.
وشددت على ضرورة مواجهة الفتن والابتلاءات والوقوف على أرض صلبة بتطهير أنفسنا من الذنوب والأحقاد والتعصب والتحزب، مشيرة إلى أن قراءة دعاء العهد يومياً ليس كافياً ما لم يتم الوقوف في وجه ملذات الدنيا التي ستحول بيننا وبين الإمام الحجة عج، لافتة إلا أن الإمام الحسين عليه السلام لم يتخلى عن القرآن حتى حينما رفع رأسه على القنا في إشارة واضحة بأن القرآن هو الحل لجميع قضايانا.
ودعت الحجاج خدام أهل البيت عليهم السلام لتقديم العطاء دون رياء أو شهوة لنكون مثل أنصار الحسين الذين ظلوا يرتلون القرآن حتى آخر يوم من حياتهم، منوهة إلى أن الحسين يريد لنا هذا المنهج ويربينا عليه من خلال تدبر القرآن، وما كانت انطلاقته إلا من القرآن.
وأشادت الحجاج بالمجتمع الذي أصبح على درجة من الوعي لاحتواء القرآن الكريم من خلال مدارس تدبره ودراسته، مشيرة إلى أن المحفزات ضرورية لنخلق جيل حافظ للقرآن.