اللجنة الإعلامية - حسن الشيخ جعفر:
(الحسين أشرف عشق خله صيتي ينعرف ... وهو دربي ومسلكي وعنه لا ما أنحرف) تلك كانت لغة الشعراء في سرد ولائهم، وهو ما ترجمته فرقة الإمام الحسن (ع) بتجسيدها عملاً درامياً مسرحياً تحت عنوان ( نسياً منسياً ) حيث عُرض شريط ذكريات مسرحية القارعة تلاها مشاهد دامية للأحداث الأخيرة التي طالت منطقتي القطيف والاحساء، وعلا التشييع المهيب لهم ختاماً.
ثم بالتعاون مع لجنة المسرح بمؤسسة الإمام الحسين (ع) عرضت نصوص ومشاهد سيناريو المسرحية التي تناولت شخصيتان، ألا وهي شخصية الطرماح بن حكيم الطي ( وهو الذي رافق الإمام الحسين (ع) ولكنه غادر المعسكر في ليلة العاشر ولم يكن موقفه كما كان موقف باقي الاصحاب ) والشخصية الأخرى هي الضحاك بن عبدالله الأصبحي (والذي كانت له شروطه في نصرة سيد الشهداء(ع) وهي أنه إذا كان للحسين أنصار فإنه سوف ينصره، أما إذا بقي بدون ناصر فإنه لن ينصره) فدارت دراما المسرحية عن لحظات الندم في قلبي هاتين الشخصيتين اللذان فوتا الشهادة العظمى، ولما استطرد مشهد لحظة استشهاد سبط النبي (ص) بمصرعه من قبل شمر لعنه الله، زاد ذلك من تأنيب الضمير لهما لاسيما أن الضحاك كان يرى أحداث الطف في منامه ويستيقظ مذعوراً من يسمع الناعي ينعى على الحسين (ع).
ويضيف مشهد الطرماح أيضاً لحظة انصرافه ليلة العاشر روايته للضحاك لحظة ما صرح كوكبة من أبطال كربلاء وهم : حبيب بن مظاهر، مسلم بن عوسة، زهير بن القين، جون، بكلامهم البطولي للإمام بأنهم لن يتركوه والذي استحقوا عليه ما رُوي عن قول الإمام المعصوم (ع) : "اللهم إنك تعلم أني لا أعلم
أصحابًا خيرًا من أصحابي"، ويعود الضحاك بجوابه لسؤال الطرماح بماذا فعل في يوم عاشوراء فيقول: أنه صرع إثنان وأبعد يداً خبيثة أن تصل إلى الإمام (ع).
ودار ذلك تحت تمازج رائع بين الأداء والإضاءة، وهذا ما صرح به مخرج المسرحية الفنان: موسى الجزير الذي ذكر أن الاستعداد والتجهيز للعمل كان منذ أسبوعين. وبتعليقه عن اختياره لشخصيات لم تعرف كثيراً لدى الجمهور الحسيني، أجاب الجزير أنه يتعمد وفرقته اختيار معلومات من سير كربلاء لا ينتبه الناس لها كثيراً وذلك لتوضيح أمور مهمة من هذه الفاجعة، كما تجلى ذلك من الندم وتأنيب الضمير في الشخصيتان بطلتنا المسرحية، وذلك متجلي في الأعمال الدرامية الماضية كالقارعة والباسقات.
ويضيف أن سر الإختيار أيضا أن الإمام الحسين في الوقت المعاصر له أنصار بلا حدود ولكن وبعد الأحداث المحزنة الأخيرة التي طالت المنطقة فإنه حدث تقاعس وضعف في الجمهور الحسيني فمثلاً توجد فرق مسرحية أعرفها لم تشارك بشيء السنة في محرم للأحداث، ولكنها ندمت لما رأت من خدم الحسين مسرحياً ولم تبالي بالأحداث، فهذه الفكرة الأساسية للمسرحية وهي أن لا يتراجع أي أحد أو يتقاعس أي شيء للإمام الحسين لأنه صوت الحق دائماً، وهنا أشار إلى دور مؤسسة الإمام الحسين (ع) فلم تقتصر فقط عن الدعم لنا وتجهيز المكان على أكمل وجه، بل لأنها تعتبر مثلاً أعلى للجان كثيرة انسحبت عن الخدمة ولم تقتدي بمؤسسة الإمام الحسين (ع) بأنها ظلت تواصل العمل بدون كلل أو ملل وبدون خوف بل راسخة الإيمان في أعمالها المباركة، فنغبطكم نحن فرقة الإمام الحسن (ع) على هذه المؤسسة الرائعة التي أشبهها بخلية نحل ناشطة، والشكر موصول والكلام منقول أيضاً إلى لجنة المسرح التي دائما ما تجعلنا نعمل براحة تامة من تجهيز فائق للمسرح.
ولفته أيضا إقبال الجمهور الحسيني لاسيما السيهاتي بقوله فهو دائما ما يشجعه. وفي الأخير أشاد كثيراً بإصرار مؤسسة الإمام الحسين (ع) في مواصلة المسير على خُطى الحسين (ع) وهو ما نحتاجه واقعاً لأولادنا وبناتنا للسير مثل المؤسسة متحديين الصعاب ضريبة حبهم لأهل البيت (ع) فدعا لهم بالاستمرار اللامحدود.
يذكر أن طاقم العمل المسرحي كوكبة من نجوم المسرح وهم : شخصية الضحاك: الفنان علي الناجي، شخصية الطرماح : الفنان حبيب سليم، شخصية الإمام الحسين: الفنان محمد الدبيس والفنان أمجد التاروتي، شخصية الشمر: الفنان حسن عبيدان، شخصية حبيب بن مظاهر: الفنان خالد العباس، شخصية زهير بن القين : الفنان حسين شعبان، شخصية سعيد الحنفي: الفنان مجدي حمادة.
إنشاد :مرتضى مرهون.
اللجنة الإعلامية رسخت المسرحية ونقلت لكم الصور التالية :-